الثلاثاء، 5 يناير 2010




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جئت أكتب اليوم إليكم حادثة قد حدثت في كلية الطب البيطري في إحدى جامعات مصر المحروسة قد أدمت قلبي و أحزنته و شرخت فرحي و كسرته و مع ذلك رفعت من عزيمتي و أيقظت فيَّ مشاعر التمسك و الدفاع عن دين الله المصون
نعم و لم لا ؟ و قد ضربت لنا طالبة منتقبة أسمى المعاني في الإستمساك بدينها و ضرب لنا أحد الطلاب لنا أسمى آيات الجهاد ألا و هو كلمة حق عند سلطان جائر
تلك الحادثة التي أتكلم عنها قد وقعت في كلية الطب البيطري في إحدى جامعات الأقاليم و لا أدري أحدث مثلها في جامعتنا جامعة القاهرة أم لا
الحادثة هي:
أن طالبة منتقبة في السنة النهائية في كلية الطب البيطري حضرت الإمتحان بنقابها و في و سط اللجنة دخل السيد الموقر وكيل الكلية و قد نزل مخصوصا و تعب نفسه ليتأكد من أن قانون الجور و الظلم ضد دين الله عز و جل يطبق بالحرف الواحد( أما بقية القوانين التي تم إقرارها في الدين و في القانون التي تقضي بعدم الغش و لا الواسطة و عدم التلاعب في تسريب الإمتحانات لأبناء الأساتذة و عدم التلاعب في تصحيح ورقات الإجابة و عدم التلاعب في رصد الدرجات في الكنترول ليتعين من هو ثقة و الثقة هنا تعني من له واسطة ) فهذه القوانين كلها لا يهم أتطبق أم لا لأنها ليست القوانين التي ستدفع بعجلة التقدم إلى الأمام
أما قانون عدم دخول الطالبات المنتقبات إلى لجان الإمتحانات ( و قد شابهوا فيه قول قوم لوط عليه السلام :" أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" ) فهو القانون الوحيد الذي سيدفع عجلة التقدم في الوطن إلى الأمام ألم تر إلى سرعة تنفيذه؟ّّ!!
المهم نزل الأستاذ الدكتور و طلب من الطالبة أن تخلع لباس العفة لباس الطهارة أن تخلع دينها و حياءها فرفضت الطالبة و ترجت الأستاذ الدكتور أن يعفيها من ذلك و لكنه أصر على ذلك فقالت له الطالبة :" طيب أرجع ورا خالص و أرفع النقاب " فرد عليها بخبث قائلا :" هتخلعيه هنا و دلوقتي أدامي يا إما تسيبي اللجنة حالا "
فشعرت الطالبة بأن هذا الرجل جاء خصيصا ليسخر منها و ليهينها و لكنها و الله عزيزة بدينها و لباسها و حيائها فتركت له ورقة إجابتها و خرجت ...........
و لكن قبل أن تخرج قام أحد الإخوة – وفقه الله لكل خير – وقف كأسد يدافع عن الحق و ينافح وقف يذكر الدكتور المحترم بدين الله و بالحريات و الحقوق التي صدعونا بإعلان حمايتها و قام يذكر الطلاب بأنهم إذا سكتوا على ذلك فإنهم غدا موقوفون أمام الله ليحاسبهم لماذا لم يدلوا بشهاداتهم و قد أخذ الله الميثاق على الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه
ظل يذكر أسود معارك الكلام و المظاهرات و يذكر المتبجحيين بدعاوى الحرية (و خاصة حرية المرأة – أليست تلك المنتقبة إمرأة لها حقوق و حريات؟)
و لكن كانت معركة الكلام و المظاهرات قد أرهقت تلك الأسود فنامت أو لعل أفواههم قد كممت أو لعل ألسنتهم قد خرست أو لعل آذانهم قد صمت
" فقد أسمعت لو ناديت حيا...... و لكن لا حياة لمن تنادي )
فوقف الأستاذ الدكتور مهددا إياه و خرجت البطلة العزيزة من لجنة الإمتحان داعية الله عز و جل أن ينتقم من الظلمة في كل مكان
و بعد أن خرج صاحبنا من اللجنة ذهب إلى العميد و لكن كأن القرار الذي يطبق قرآنا أنزله الله لا يقبل النقاش بل لا يقبل أن يقترب منه أحد حتى و لو كان ذلك صديقا شخصيا للعميد الموقر أيضا !!!!!
فخرج صاحبنا يحسبن و يحوقل ( يقول : لا حول و لا قوة إلا بالله) و يدعي أن الرجال الذين يحترمون تاريخهم و كلمتهم قد توفاهم الله من مصر المحروسة
إنتهت قصتنا و لي تعليق بسيط
أولا : هذا النوع من الشجاعة و هذا النوع من الجهاد هو عين المطلوب من كل إمرء مسلم و هو قول الحق عند سلطان جائر
فجزاكم الله خيرا من أبطال و هذا يؤكد لنا أن جيل التمكين سيخرج قريبا بإذن الله
ثانيا: و هو حل لهذا الموضوع و دعوة لكل رجل و امرأة شريفة تحترم تاريخها و تحترم كلمتها و تحترم شخصيتها و تحترم الحق و قبل ذلك تؤمن بدين ربها الذي لا يرضى بالظلم
الحل: هو أن ترتدي كل طالبة منتقبة كمامة ( ماسك) تحت نقابها يستر من تحت عينيها إلى أخر و جهها و تطيل الطرحة ( التي ترتديها تحت النقاب ) لتستر جبهتها و لا مانع من أن ترتدي كمامتين إذا لزم الأمر
و تدخل لجنة الإمتحانات بنقابها و كامل زيها الشرعي فإذا ما طلب منها خلع نقابها تحاول مع من يطلب منها ذلك أن يعفيها فإذا أصر على ذلك رفعت له النقاب و كان من تحته الكمامة و تعلن له أن ذلك بسب إنفلونزا الخنازير و تقول له بأن اللجنة مزدحمة و مخالفة لمواصفات منظمة الصحة العالمية لمواجهة المرض
و الدعوة : أن يقف الجميع وقفة رجل واحد – في اللجنة – إذا ما حدث مثل تلك الحادثة ليعلنوا للدكتور بأن الطالبة إذا ما خرجت فسيترك الجميع اللجنة إحتجاجا على سوء المعاملة و تقييد الحريات
و تخيلوا لو أن مئتين أو أكثر هددوا بترك اللجنة أو البقاء فيها بدون أن يجيبوا على الأسئلة ( معتصمين أو مضربين) فإن ذلك كفيل بأن يتوفق ذلك القرار الجائر نهائيا عن العمل
و تذكروا يا سادة أن ذلك القرار ليس مسألة نقاب و سنة أو فرض إنما المسألة مسألة دين مسألة عقيدة مسألة فكر
المسألة أكبر من كونها مسألة نقاب إنها تجاوزت ذلك يوم أعلن أنه ليس من الإسلام
المسألة " مسألة حرب على الثوابت في دين الله "
و تذكروا ذلك المثل القائل " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
إن الزحف العلماني القبيح سيظل يزحف على كل الثوابت في ديننا الحنيف إذا لم يجد رجالا يصدونه فاليوم النقاب و غدا الحجاب و بعده القرآن و قبله السنة و الحديث الشريف(- تخيلوا أنهم هاجموا البخاري!!) و هكذا
أذكركم بما فعله غاندي الزعيم الهندي الذي مازال في وجدان العالم و ضميره حتى العالم الحر حتى في وجدان و ضمير الإنجليز أنفسهم
ذلك الرجل هو الذي قاد الثورة الهندية لطرد الإنجليز
تخيلوا أنه طرد الإنجليز بدون أن يطلق طلقة رصاص واحدة و بدون أن يقوم بالإستعانة بالجبش و بدون أن يعمل مظاهرات تنديد و شجب و استنكار
ذلك الرجل دعا قومه الهنود قائلا " أريد رجالا يحترمون تاريخهم و يحترمون بلادهم و يحترمون كلماتهم , أريدهم ليخوضوا معي معركة سلمية لتحرير أرضنا و إعادة كرامتنا المسلوبة"
ثم دعاهم إلى ألا يتعاملوا مع الإنجليز نهائيا في أي شيء فلا يحملوا بضائع الإنجليز و لا يخدموهم و لا يبيعون لهم و لا يشترون منهم
فكانت البضائع الإنجليزية تأتي في الموانئ الهندية و لا تجد من يحملها حتى تفسد
و جاع الجيش الإنجليزي في الهند لعدم قدرتهم على امداده بالبضائع بسبب ( الحمالين الهنود) فاستخدم الجيش الإنجليزي القوة فاحترم الرجال الهنود كلمتهم التي وعدوا بها زعيمهم مما اضطر الإنجليز إلى دعوة غاندي إلى مفاوضات السلام و كانوا من قبل يقولون بأن الهند مستعمرة إنجليزية غير قابلة للمفاوضات و تم جلاء الإنجليز عن الهند نهائيا بدون أن يطلقوا رصاصا أو كلمات جوفاء إنما بالمواقف الرجولية و البطولة الشجاعة
و أذكركم بقول الله عز و جل " و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
و في الختام أتساءل هل نجد في أمتنا المسلمة رجالا يحترمون تاريخهم الناصع و قبل هذا يحترمون دينهم الحنيف ؟
أم أن الهنود – و كثير منهم عباد البقر – يسبقوننا في هذا أيضا؟!!
اللهم وفق لنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معاصيك
اللهم وفق حكامنا و رؤساءنا لما فيه خير العباد و البلاد و ارزقهم البطانة الصاحة التي تعينهم على الخير و تأمرهم بالمعروف و تنهاهم عن المنكر يا عزيز يا حكيم
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة إنك سميع قريب مجيب الدعوات
سبحانك اللهم و بحمدك و صلي اللهم على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم