الجمعة، 12 فبراير 2010

أطفال الشوارع ضحايا يحتاجون إلى المساعدة !!




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المناظر المألوفة في شوارع مصر المحروسة - تقريبا في المدن - أن تشاهد مناظر هؤلاء الصبية

تجدهم في إشارات المرور يتسولون ربما يخطفون شيئا و يجرون و تجد أكثرهم احتراما يبيع لك كيس مناديل و بوكيه ورد

و إذا نزلت إلى الشوارع في الصباح الباكر تجدهم على الأرصفة ينامون و سبحان الله تجدهم يغطون في نوم عميق - لا أدري كيف بدون ما يغطيهم من برد الشتاء و لا ما يحميهم من حتى كلاب الليل.
و أكثر ما يزيد ألمي حين أجد على الرصيف ينام طفل من هذه الأطفال و بجانبه سيارة فارهة تسوي الكثير و الكثير من ألوف الجنيهات نعم فهذه السيارة تدل بوضوح على أن الأمة فيها الأثرياء و الأغنياء و بجانبها يتجسد الفقر و التشرد و الضياع , لا مستقبل و لا هدف , إنما عيش كعيش البهائم - آسف لا أقصد أن أسبهم و لكني قصدت تشبيه العيشتين - يقومون و ينامون و حياتهم لا قيمة لها

و كثيرا ما أجد و أشاهد هؤلاء الصبية التي لم تتجاوز أعمارهم مرحلة الطفولة و هم يهربون من الشرطة و الشرطة تلاحقهم
بل إن معظم الناس تنظر إليهم نظرة اللوم و الإتهام
و الحقيقة أن هؤلاء الأطفال ليسوا جناة بل ضحايا
ليسوا لصوصا بل هم من سرقت أعمارهم و حياتهم
ليسوا شحاذا بل يريدون نيل بعض حقوقهم
ليس عليهم لوم بل اللوم على مجتمعهم
أنا هنا لا أبرر تصرفاتهم العدوانية و لا أدافع عن بعض سرقاتهم و لكني أدعو إلى تغيير النظرة إليهم حتى نستطيع علاج هذه المشكلة
و أول علاج لهذه المشكلة أن نعلم ما الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة
أنا أرى الأسباب تكمن في أمرين اثنين
أولهما : انتشار الزنا و الدعارة و الفساد و الإباحية و الفساد الإعلامي الذي يؤجج الشهوات و يكشف العورات مما يساعد على زيادة حالات الإغتصاب و الوقوع في المحرمات
ثانيهما : عدم مسؤلية كثير من الأزواج ( بمعنى أن أحد الزوجين أو كلاهما يكون غير مؤهل لأن يكون أبا) و كثير من هذه المسؤلية و عدم توفرها يرجع إلى المسؤلية المادية
فتجد الأب لا يستطيع الإنفاق على أسرته فيتركهم و يذهب بدون أن يعرفوا وجهته مما يؤدي أحيانا إلى انشغال الأم بأي نوع من الأعمال ينتج عنه فراغ اجتماعي لدى هؤلاء الأطفال فيلجئون إلى الشوارع و صحبة السؤء تجرهم بعيدا عن البيت و المدرسة فتنشأ هذه الظاهرة
و أحيانا تكون هذه المسؤلية متمثلة في المسؤلية الإجتماعية لدى الوالدين بمعنى أن يكون أحد الوالدين ليس عنده المسؤلية الإجتماعية من تفاهم مع أبنائه و سماع لوجهات نظرهم و التحاور إنما يكون عنده بدلا من ذلك الضغط المتتابع على أبنائه و أحيانا الضرب بلا مبرر أو على أتفه الأمور و هكذا فتصير الحياة بالنسبة للطفل لا تطاق فيلجأ إلى الشارع هروبا من هذه الحياة ثم يتحول وحشا مفترسا منتقما من أبويه و هذا الإنتقام يتمثل في الإضرار بأناس قد لا يعرفهم و لكنه يمثلون في خياله أشباه لأبويه

و أنا أحكي عن تجربة لي مع أحد هؤلاء الأطفال
قابلني و سألني أن أعطيه مالا لكي يفطر - و كنا بعد العشاء - و ظل يلح في السؤال
و أنا قد صدمتني تلك الكلمة ( أنا عاوز أفطر و الله ما أكلتش حاجة النهارده خالص) كنا بعد العشاء في الصيف يعني تقريبا الساعة العاشرة ليلا
فتوقفت له و سألته عما يريد أن يأكله
قال لي : أي حاجة بس آكل
فقلت له : أي حاجة زي ايه يعني؟ أنا كمان عاوز آكل فممكن نآكل سوا( أنا أقول ذلك لأستشف منه ان كان صادقا أم لا )
فقال لي : مثلا أجيب فطيرة أو أي حاجة من عند الفطاطري
قلت له : كويس
فتهلل وجه الولد و ظن أنه قد أقنعني و أني سأعطيه نقودا
ففؤجئ به أني أخبره بأني سآتي معه لأشتري له ما يريد و لكن لن أعطيه نقودا في يده ( خفت أن يشتري بها كوكو الصغير- السجاير يعني)
فظل يلح علي أن أعطيه النقود و أذهب أنا حتى لا أتعطل و لكني أصررت عليه أن أذهب معه للمحل
و سرنا و قد وضعت ذراعي على كتفه و سرنا تقريبا ربع الساعة نتحدث
و الولد ظل يؤلف لي القصص عن نفسه و عن أهله و كيف أنه ابن عائلة طيبة من صعيد مصر غير أن أهله كلهم قد ماتوا
و الكلام يظهر أنه كذب لكن الولد لا يتردد و لا يلجلج و حينما أعارض قوله بقوله الآخر أجده يخرج من المأزق بكل سهولة و الحقيقة أنا في داخل نفسي أعجبت بهذا الولد الذي - حسب ظني - لم يتجاوز العشر سنوات
و في معرض الكلام سألني هل ممكن أن أكون ضابطا شرطيا فأخبرته أن لا
فسألني عن والدي فأجبته إن نعم ( يعني ضابطا)
فانقلب الولد فجأة علي ....
و لن أحكي لكم عما حدث لكن يكفيكم أن تعلموا كيف يمكن لشخص يبيت في الشارع أن ينقلب بالسب على انسان آخر
في الحقيقة أصبحت في موقف لا أحسد عليه!!
ماذا أفعل؟!!!
انسحبت بهدوء و ظللت أفكر لماذا هذا الإنقلاب
فعلمت أن هؤلاء الأطفال بينهم عداوة و بين الشرطة و عندما أجبت هذا الولد بالإثبات أن والدي ضابطا تحركت فيه كل الملفات المخزنة في باطنه ضد الشرطة و انقلب عليََّ فجأة

المهم حتى لا أطيل عليكم
يظل السؤال حائرا : ماذا نفعل لعلاج هذه المشكلة؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

أفكارنا : من أين ؟ و إلى أين ؟





أفكارنا من أين اكتسبناها و إلى أين توجهنا؟
هذا سؤال سألته لنفسي عندما شاهدت هذه الأفكار المتناحرة و المتعددة تلك الأفكار التي لا تعد و لا تحصى
فأصبحنا في مصر لدينا 80 مليون فكر بعدد سكان مصر شاملة الأطفال الرضع
أيضا هؤلاء الرضع أصبحوا أصحاب فكر مستقل فتارة ترى ذلك الرضيع يبكي لطلب الحاجة و أحيانا أخرى يضحك و ذلك الرضيع يختلف مع هذا الرضيع في سلوكه و فكره
هذا الأمر بالنسبة للرضع فما بالكم بالبالغين؟!!!
في الحقيقة أنا تربيت على فكر معين و ظللت عليه سنين طويلة أؤمن به و لا أرى غيره الصواب

ثم بدأت أنفتح أكثر و أكثر و أطلع إلى الأفكار الأخرى مع كامل اقتناعي بصواب أفكاري

ثم حدثت الإنفتاحة الكبرى و ذلك يوم أن انتقلت للعيش في القاهرة

فرأيت تصارع الأفكار و الخواطر و رأيت اختلافها اختلافا جذريا فرأيت العلماني و تعاملت معه و رأيت الإلحادي و اختلطت به و رأيت من هو خليط بين بين و رأيت اليميني و شاهدت أفكارا هي أقرب إلى أفكاري و ان كانت- في نظري - تخطأ مرة و تصيب مرات
في البداية لم أستطع التعامل المباشر مع كل هذه الأفكار و لا المناهج فتخبطت تعاملاتي معهم فتارة أهاجمهم و تارة أسايرهم و تارة أسمع منهم لأعرف ماذا يعتقدون
تارة أجيب دعواتهم للعزائم و اللقاءات و تارة أهجم عليها مرات و مرات
أنا أصنع كل هذا و أعتقد أن عندي فكرا راسخا يقوم على أصول سليمةو لكن حب معرفة المجهول و عدم معرفة كيفية التعامل معه كان هو الذي يحدد طريقة تصرفاتي تجاه هذه الأفكار

ثم حينما رأيت ذلك و جلست أتفكر في كل هذه الأفكار قفزت في ذهني تلك الصورةالتي وضعتها في أول هذا المقال
و جدت أننا الآن في أزمة مرورية
نعم هي أزمة مر ورية و لكن ليست بالنسبة للسيارات و المشاة و لكن أزمة مرور الأفكار و المذاهب و الإتجاهات


ثم فكرت أكثر فوجدت أيضا أنه مادام هناك أزمة لابد أن توضع قوانين لتنظيم هذه الأزمة و لحلها
أنا هنا لا أدعو إلى الحجر على أصحاب الأفكار و لا إلى إخراس جميع الأصوات المخالفة و لكني أدعو فقط إلى الإتفاق على قوانين و نظم محددة يمكن أن تنتظم داخلها كل هذه الأفكار

لابد من وضع إطار عام تسير عليه كل الأفكار

و في رأيي أن يكون هذا الإطار ضمن إطار ديننا الإسلامي و حقوق الإنسان

هذا الإطار لابد من الإتفاق عليه قبل تنفيذه حتى يعم النظام و السلام على الجميع

و إلا فإن الإلتحام و التصارع لابد له من الحدوث بدون الإتفاق على إطار عام تسير فيه الأفكار لتصبح حركة السير سهلة ميسورة

و تقبلوا فائق تحياتي