الأربعاء، 12 مايو 2010

نعم الأصدقاء


في الحقيقة لا أدري كيف أبدأ و لا من أين أبدأ و لا أدري ما هذا الشعور الذي ينتابني في هذه اللحظات

تمنيت ألا أمسك بالورقة والقلم في هذه الساعة حتى لا يخرج مني على الورق ما لا أحب أن أراه في تلك البقعة الغالية

نعم فالورق رقعة ( أحسبها لها مكانة في كل الأديان و لا أريد أن أصفها بالمقدسة إلا إذا ثبت لدي دليل)

و لكن كما هو الحال معي حينما تضييق الدنيا أمام ناظريي أراها قد ألجأتني إلى ذلك الصديق الوفي الذي طالما بثثته همومي و شكواي

طالما تحمل معى الكثير و الكثير

نعم هو هذا القلم الذي لا أحمله بين أصابعي فحسب بل أحمله في قلبي ينبض بكل نبضة في جسمي

ذلك الصديق الذي لا يمل حديثك بل و لا يمل من تنفيذ ما تأمره به

يفهم ما تريد

يشاركك في أحاسيسك

إذا كنت حزينا تراه يخرج حبرا أسودا و كلمات كئيبة مشاركة لك في ألمك

أما إذا كنت سعيدا

فيا له من صديق وفي تجده في كل صفحة و ورقة يرسم وجها باسما و قلبا مشتاقا فرحا يكتب بحبر أحمر فاتح لم تر عينيك أفضل منه

و أوفى من رأيت أنا و صديقي القلم هو الورق

فكم تحملت من معاناتي

و كم اسودت بكلماتي لتغسل الحزن من داخل قلبي و تشربه هي بكل جسدها

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

كل هذه الهموم قد تحملتها أيتها الورقة البيضاء القلب النقية الظاهر و الباطن؟

يااااااااااااااه أيتها الورقة التي طالما ألجأ إليك في معظم أحياني تخففي عني ما أجد من عبس و كرب وشدة و ضيق

لك أن تتصوري كيف يصير حالي بعد أن أبثك كل همومي

ياااااااااااااااااااااه لبرودة ملمسك الذي يطفأ النار المتوجهة في النفوس

و يااااااااااااااااااااااااه لجمال منظرك الذي يبعث على السرور

و ياااااااااااااااااااااااااه لبياض سريرتك التي تذكر بالنبلاء الذين سمعنا عنهم من عصور

حقا ................ نعم أنتم خير أصدقاء

و لكن يا ورقتي المحبة ما هذه الطبيعة التي زرعت فيك لتتحملي كل هذا بكل هذا الترحاب و السرور

و مالك يا ورقتي لا أجدك في يوم من الأيام قد اسودت سريرتك أو تغيرت من كثرة ما تشربين من هموم؟

كلما أقلب صفحة من أوراقك أجده بيضاء نقية

و ما هذه الطبيعة التي زرعت فيك أيها القلم لتجعل منك حق الصديق الذي يستمع و ينفذ بدقة كل ما يطلبه منه صاحبه؟

ألم تمل من كتابة التجارب المتكررة؟

ألم تشعر يوما بالتعب و الإرهاق من كثرة المشي فوق السطور و تعلن العصيان و عدم الكتابة؟

كيف بك و أنت تضحي بنفسك من أجل أن تنفذ ما يطلبه منك الآخرين؟

ما هذا الإيثار الذي يتولد فيك دائما؟

هل حقا نحن – بني البشر – محقين فيما نرى أنفسنا معلمين و مخترعين للأشياء أم أننا نحتاج أن نتعلم من الأشياء؟

أرى أننا نحتاج حقا أن نتعلم من كل الأشياء

نحتاج حقا أن نتعلم الصداقة الحقة من القلم و الأوراق

نحتاج أن نبذل بدون انتظار للرد

أن نموت من أجل المبادئ بدون تفكير في الغد

أن نحيا بالمبادئ بدون تفكير في الغدر

هل حقا يمكننا أن نتعلم أم أن هذه كلمات مجردة على أوراق خرساء لا تجد من يعمل بها أو يطبقها ؟

لا أدري هل الأوراق هي التي خرست ألسنتها

أم أننا نحن الذين صمت آذاننا و ابيضت أعيننا؟

أسأل الله العافية و العفو انه عفو غفور

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين

هناك تعليقان (2):

  1. ولا يا عبد الله تصدق انك بتكتب حلو اوى
    انا عجبنى اسلوبك جدا فى الكتابه فى البوست دا والبوست اللى
    عجبنى بجد مش بجامل وانت كنت انا مش بحب المواضيع اللى بتكتب فيها بس عجبنى البوستين جدااااااااا كأسلوب وتمكن من ادواتك ككاتب
    طب تصدق كمان انى هحط مدونتك فى الريدر لانها عجبتنى فعلا

    ردحذف
  2. عجبتني جدا يا عبدالله اهذه المقاله وافكارها واسلوبك بالتعبير فيها
    وبالفعل الورق والقلم يستطيعان ان يكونا اقوي صديق للانسان واحيانا للبعض اقوي سلاح لهم في الحياة

    ردحذف